https://news-onpro.blogspot.com/2025/06/us-swiss-f35-dispute.html
تم النسخ!
خلاف أميركي سويسري بشأن أسعار إف-35
نشأ خلاف بين الولايات المتحدة وسويسرا بشأن أسعار صفقة مقاتلات إف-35، التي تعد من أكبر صفقات التسلح في تاريخ سويسرا. وأثارت التكاليف المرتفعة جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية السويسرية. القضية لا تتعلق فقط بالسعر الأولي للطائرات، بل تشمل أيضاً التكاليف المستقبلية للصيانة، والتشغيل، والتحديثات، والتي غالباً ما تكون باهظة. يرى المنتقدون في سويسرا أن الحكومة لم تكن شفافة بما فيه الكفاية بشأن هذه التكاليف الخفية، وأن دافعي الضرائب قد يجدون أنفسهم أمام فاتورة أكبر بكثير مما تم الإعلان عنه. هذا الخلاف يسلط الضوء على التعقيدات التي ترافق صفقات الأسلحة الكبرى، والتي لا تقتصر على الجوانب العسكرية، بل تمتد لتشمل الاقتصاد والسياسة والعلاقات الدولية.
![]() |
خلاف أميركي سويسري بشأن أسعار إف-35 |
في هذا التقرير، نستعرض تفاصيل الخلاف وتداعياته المحتملة على الصفقة والعلاقات الثنائية، ونبحث في جذور المشكلة والخيارات المتاحة أمام الطرفين لحلها.
ارتفاع التكاليف
أشارت تقارير صحفية إلى أن التكلفة النهائية لصفقة مقاتلات إف-35 قد تتجاوز التقديرات الأولية بشكل كبير، مما أثار مخاوف من إهدار المال العام في سويسرا. هذه الزيادة في التكاليف تعود إلى عدة عوامل، منها التضخم، والتغيرات في أسعار الصرف، والتكاليف غير المتوقعة للتكامل مع الأنظمة الدفاعية السويسرية القائمة.
ويطالب المعارضون للصفقة بمزيد من الشفافية حول التكاليف الحقيقية للطائرات وصيانتها. إنهم يريدون تفصيلاً دقيقاً لكل بنود الصفقة، ويطالبون الحكومة بتقديم ضمانات بأن التكاليف لن تخرج عن السيطرة. هذا المطلب يجد صدى لدى شريحة واسعة من الرأي العام السويسري، المعروف بحرصه على المال العام.
موقف الحكومة السويسرية
تدافع الحكومة السويسرية عن الصفقة، مؤكدة أنها ضرورية لتحديث القوات الجوية وحماية أمن البلاد. وتؤكد أن طائرة إف-35 هي الخيار الأفضل من الناحية التكنولوجية والعملياتية، وأنها تقدم أفضل قيمة مقابل السعر على المدى الطويل.
وتقول إنها تعمل مع الجانب الأميركي للتوصل إلى حل بشأن الخلافات المتعلقة بالأسعار. تجري مفاوضات مكثفة خلف الكواليس لإعادة النظر في بعض بنود العقد، والحصول على أسعار تفضيلية، وضمانات بشأن تكاليف الصيانة المستقبلية.
ضغوط سياسية
تواجه الحكومة السويسرية ضغوطاً سياسية متزايدة لإعادة تقييم الصفقة، أو حتى إلغائها، خاصة من قبل أحزاب اليسار والخضر. هذه الأحزاب ترى أن سويسرا، كدولة محايدة، ليست بحاجة إلى مثل هذه الطائرات الهجومية المتطورة، وأن الأموال يمكن إنفاقها بشكل أفضل على قطاعات أخرى مثل التعليم والصحة.
وقد يتم طرح القضية للاستفتاء الشعبي، مما قد يهدد مستقبل الصفقة. إن الديمقراطية المباشرة في سويسرا تعني أن الكلمة الأخيرة قد تكون للشعب، وإذا صوت الشعب ضد الصفقة، فستكون الحكومة في موقف محرج للغاية.
علاقات ثنائية
قد يؤثر الخلاف حول صفقة إف-35 على العلاقات بين سويسرا والولايات المتحدة، التي تعد شريكاً استراتيجياً مهماً. إن إلغاء صفقة بهذا الحجم قد يفسر على أنه عدم ثقة في الشريك الأميركي، وقد يؤثر على التعاون في مجالات أخرى.
ويسعى البلدان إلى احتواء الخلاف وتجنب أي تأثير سلبي على تعاونهما في مختلف المجالات. كلا الطرفين يدركان أن المصالح المشتركة أكبر من هذا الخلاف، ويعملان على إيجاد حل يحفظ ماء الوجه للجميع.
في الختام، يمثل الخلاف حول أسعار مقاتلات إف-35 تحدياً للحكومة السويسرية، ويتطلب حكمة ودبلوماسية للتوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف ويحافظ على المصالح الوطنية. إنها قضية معقدة تجمع بين الاعتبارات العسكرية والاقتصادية والسياسية، وستكون نتيجتها مؤشراً مهماً على توجهات السياسة السويسرية في السنوات القادمة.
أسئلة متعلقة بالموضوع