مفاوضات الدوحة تسير ببطء.. والفجوات بين إسرائيل وحماس كبيرة
كشفت مصادر لقناة "العربية/الحدث" أن جلسات التفاوض الجارية في العاصمة القطرية الدوحة بين الوسطاء وممثلي الأطراف المعنية تسير بوتيرة بطيئة، في ظل تباين واضح في المواقف بين إسرائيل وحركة حماس.
![]() |
توزيع المساعدات الإنسانية فى غزة |
وأكدت المصادر أن الفجوات لا تزال كبيرة بين الجانبين، إلا أن المحادثات لم تتوقف، وما زالت مستمرة في محاولة لتقريب وجهات النظر.
إسرائيل تتمسك بالرقابة على المساعدات
في موازاة ذلك أوضحت أن إسرائيل تتمسك باستمرار عمل نقاط توزيع المساعدات التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية، والتي تعتبرها آلية رقابة حيوية لضمان عدم وصول المساعدات إلى عناصر مسلحة.
في المقابل، أبدت إسرائيل مرونة حيال إشراك الأمم المتحدة في عمليات توزيع المساعدات داخل القطاع، في خطوة يُنظر إليها على أنها محاولة لطمأنة الوسطاء الدوليين.
الخلاف حول محور موراج
ورغم بعض المؤشرات الإيجابية، لا تزال إسرائيل تصر على عدم الانسحاب من محور موراج، الذي يُعد أحد أبرز نقاط الخلاف بين الطرفين في ملف الترتيبات الميدانية.
يذكر أن جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل انطلقت في قطر مساء الأحد بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف النار بعد أن سلم الوسطاء مقترحاً جديداً للطرفين يستند، حسب مصادر مطلعة، إلى مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف.
قطر تؤكد استمرار المحادثات
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية الثلاثاء أن المفاوضات غير المباشرة بين حركة حماس وإسرائيل بشأن هدنة في غزة تتركز حالياً على "إطار تفاوضي" للاتفاق. وأوضح ماجد الأنصاري خلال مؤتمر صحافي في الدوحة أن "ما يجري حالياً هو أن الوفدين لا يتفاوضان بشكل مباشر بعد، بل نحن نجري محادثات منفصلة مع كل طرف حول إطار تفاوضي للمباحثات. لذا، لم تبدأ المفاوضات بعد، لكننا نعمل مع الجانبين على تحديد ذلك الإطار"، وفق فرانس برس.
تحليل للوضع
يمكن القول إن مفاوضات الدوحة تواجه تحديات جمة، وقد لا تسفر عن النتائج المرجوة في ظل تصلب مواقف الطرفين. فإصرار إسرائيل على السيطرة الأمنية والرقابة على المساعدات، وتمسك حماس بشروطها المتعلقة بوقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي، يجعل من الصعب التوصل إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف. وكما ذكرت تقارير صادرة عن مجموعة الأزمات الدولية، فإن غياب الثقة المتبادلة وتضارب المصالح يزيد من تعقيد الوضع ويقلل من فرص النجاح.
السيناريوهات المحتملة
في ضوء هذه المعطيات، يمكن تصور السيناريوهات التالية:
- فشل مفاوضات الدوحة واستمرار التصعيد العسكري في غزة.
- التوصل إلى اتفاق جزئي ومؤقت لوقف إطلاق النار، مع استمرار الخلافات حول القضايا الرئيسية.
- انهيار المفاوضات واستئناف القتال بشكل أوسع، مع تدخل أطراف إقليمية ودولية.
لتجنب هذه السيناريوهات الكارثية، من الضروري أن تبدي جميع الأطراف مرونة وتنازلات، وأن يتم التركيز على تخفيف معاناة السكان المدنيين في غزة.
الوضع الإنساني المتدهور في غزة
في ظل استمرار الأزمة وتأخر التوصل إلى اتفاق، يتفاقم الوضع الإنساني في غزة بشكل مأساوي. فالنقص الحاد في الغذاء والدواء والماء النظيف، بالإضافة إلى تدهور البنية التحتية، يهدد حياة مئات الآلاف من المدنيين، بمن فيهم الأطفال والنساء وكبار السن. وتطالب منظمات الإغاثة الدولية بوقف فوري لإطلاق النار وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل لإنقاذ الأرواح.
في الختام، فإن مفاوضات الدوحة تمثل فرصة أخيرة لتجنب كارثة إنسانية في غزة. ولكن النجاح يتطلب إرادة سياسية حقيقية وتنازلات متبادلة من جميع الأطراف. لمتابعة آخر التطورات، يمكنكم الاشتراك في النشرة البريدية ليصلكم كل جديد.
أسئلة متعلقة بالموضوع