وليد حجاج - بعد حريق سنترال رمسيس: يفضَّل تأجيل المعاملات الإلكترونية حتى صباح الغد
في أعقاب الحريق الذي اندلع في سنترال رمسيس مؤخرًا، والذي تسبب في تعطل بعض خدمات الاتصالات والتحويلات المالية الإلكترونية، حذّر وليد حجاج، خبير أمن المعلومات والمستشار بالهيئة العليا لتكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني، من خطورة الاعتماد على مركز واحد لتقديم الخدمات دون وجود خطط بديلة.
![]() | |
|
وأوضح حجاج أن توقف سنترال واحد فقط يمكن أن يؤدي إلى شلل واسع في العديد من الخدمات الرقمية، مثل المحافظ الإلكترونية (فودافون كاش، أورنج ماني، اتصالات كاش)، وتطبيقات التحويل الفوري مثل «إنستا باي»، خاصة في ظل الاعتماد المتزايد عليها.
تأجيل التحويلات المالية
وردًا على تحذيرات تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص توقف أو بطء خدمات التحويل، قال حجاج: «طبعًا يُفضَّل الانتظار، لأن مشكلة السنترال ممكن تسبب مشاكل فعلية في تنفيذ التحويلات بشكل سليم، ويفضل تأجيل أي تحويلات مالية حتى صباح الغد على الأقل، لحين التأكد من استقرار الشبكات بشكل كامل.»
وشدد حجاج على أن استمرارية الخدمة لم تعد رفاهية، بل أصبحت ضرورة في عالم يعتمد على السرعة، محذرًا من أن «ثانية واحدة من التوقف قد تعني خسائر كبيرة أو كوارث على المستوى التقني والاقتصادي».
ركائز استمرارية الأعمال
ولضمان عدم تكرار هذه الأزمات، دعا حجاج إلى تطبيق ثلاث ركائز أساسية لاستمرارية الأعمال:
- خطة النسخ الاحتياطي (Backup Plan): تنفيذ نسخ احتياطي دوري للأنظمة الحيوية (بيانات العملاء، الفوترة، إدارة الشبكات)، مع اختبار دوري لصلاحية هذه النسخ.
- موقع احتياطي للتعافي من الكوارث (Disaster Recovery Site): تجهيز موقع بديل يحتوي على بنية تحتية مماثلة، يمكنه تولي العمل فورًا عند وقوع كارثة مثل الحريق أو الانقطاع الكهربائي أو الهجوم السيبراني.
- التكرارية (Redundancy): الاعتماد على أكثر من مزود خدمة إنترنت، وتكرار الأجهزة والمعدات الأساسية، مع توفير مصادر طاقة بديلة (UPS ومولدات).
وأكد حجاج أن الهدف من هذه الإجراءات هو تحقيق «زمن توقف صفري» (Zero Downtime) أو تقليله إلى الحد الأدنى، مشددًا على أهمية اختبار خطط الطوارئ بانتظام من خلال محاكاة فعلية لانقطاع الخدمة.
يذكر أن هذه التوصيات تتوافق مع أفضل الممارسات العالمية في مجال إدارة المخاطر واستمرارية الأعمال، والتي أصبحت ضرورية في ظل التهديدات المتزايدة التي تواجه البنية التحتية الرقمية.
الاستثمار في الحماية الإلكترونية
واختتم تصريحه بالتأكيد على أن الاستثمار في الاستعداد للطوارئ وحماية الأنظمة الإلكترونية بات ضرورة استراتيجية، لا سيما مع تصاعد التهديدات السيبرانية وتكرار الكوارث الطبيعية. هذا الاستثمار ليس فقط لحماية البيانات والمعلومات، بل أيضًا لضمان استمرارية الخدمات الحيوية التي يعتمد عليها المجتمع والاقتصاد. باعتباري خبيرًا في هذا المجال، أرى أن الشركات والمؤسسات التي تتبنى هذه الإجراءات ستكون أكثر قدرة على مواجهة التحديات وضمان استمرارية أعمالها في أي ظرف من الظروف.
مسؤولية الدولة
تأتي هذه التحذيرات في وقت تتزايد فيه التساؤلات حول مسؤولية الدولة عن تعطل المصالح بعد حريق سنترال رمسيس. فالأضرار لم تقتصر على تعطيل خدمات الاتصالات، بل امتدت لتشمل معاملات مالية وتجارية، مما أثر على العديد من الأفراد والشركات. ويثير هذا الحادث تساؤلات حول مدى استعداد البنية التحتية للاتصالات في مصر لمواجهة مثل هذه الكوارث، وما إذا كانت هناك خطط طوارئ فعالة لضمان استمرارية الخدمات في مثل هذه الظروف.
في الختام، يظهر بوضوح أن حماية البنية التحتية الرقمية وضمان استمرارية الخدمات الإلكترونية أمر حيوي في عالمنا اليوم. ويبقى الاشتراك في النشرة البريدية هو وسيلتك المثلى لمتابعة كل جديد في هذا المجال.
أسئلة متعلقة بالموضوع