تم النسخ!
كوبري خور مايو: أعلى جسر في مصر يكتمل بارتفاع 80 مترا
![]() |
كوبري خور مايو الشاهق يربط بين جبلين في مسار القطار السريع |
مواصفات هندسية فريدة لأعلى كوبري في مصر
- المحاور والطول: يتكون الكوبري من 9 محاور رئيسية، ويصل الطول الإجمالي للأعمال الخرسانية فيه إلى 550 مترا.
- العرض: يبلغ عرض الكوبري 14 مترا، وهو مصمم لاستيعاب مسار القطار الكهربائي السريع بشكل آمن وفعال.
- الارتفاع القياسي: السمة الأبرز للكوبري هي ارتفاعه الشاهق، حيث يصل الارتفاع في محورين منه إلى 80 مترا لكل محور، مما يجعله الأعلى في مصر. أما باقي المحاور فتأتي بارتفاعات متدرجة تم تشكيلها بعناية لتتناسب مع طبيعة التدرجات الصخرية لأسطح الجبلين.
إن بناء كوبري بهذا الارتفاع في منطقة جبلية وعرة يمثل تحديا هائلا، حيث تطلب الأمر دراسات جيولوجية وهندسية معمقة لضمان ثبات الأعمدة وتأسيسها على سفوح الجبال بشكل آمن ومستدام، خاصة مع وجود مجرى سيل رئيسي يمر أسفله.
[4]
ولوضع هذا الإنجاز في سياقه الصحيح، يمكن مقارنة مواصفاته ببعض الكباري العالمية الشهيرة من حيث التعقيد الهندسي.
المعلم الهندسي | أقصى ارتفاع (متر) | الدولة | الاستخدام الرئيسي |
---|---|---|---|
كوبري خور مايو | 80 | مصر | قطار كهربائي سريع |
جسر ميلو | 343 | فرنسا | طريق سريع للسيارات |
كوبري 6 أكتوبر | ~22 | مصر | طريق سيارات |
جسر جولدن جيت | 227 | الولايات المتحدة | طريق سيارات |
يوضح الجدول أن كوبري خور مايو، رغم أنه ليس الأعلى عالميا، إلا أنه يمثل قفزة نوعية في مجال إنشاءات الكباري في مصر والمنطقة، خاصة مع تخصيصه لخدمة القطارات السريعة التي تتطلب معايير دقة واستقرار فائقة.
تقنيات بناء مبتكرة وتحديات التنفيذ
أفادت الهيئة العامة للطرق والكباري، بأن تنفيذ الهيكل العلوي للكوبري تم باستخدام نظام "العربات المتحركة" (Movable Scaffolding System - MSS)، وهي تقنية متقدمة تسمح بصب الخرسانة في الموقع على ارتفاعات شاهقة. تم استخدام هذا النظام لتنفيذ جزء من الهيكل العلوي بارتفاع 8 أمتار وعلى ارتفاع يصل إلى 80 مترا من سطح الأرض، وبطول إجمالي بلغ 340 مترا. هذا النظام يضمن الدقة والسرعة والأمان في تنفيذ الأعمال على هذه الارتفاعات.
أما الأجزاء الأخرى من الكوبري، فقد تضمنت ثلاث محاور مكونة من باكيات معدنية ضخمة، حيث يبلغ طول كل محور 60 مترا. يصل الوزن الإجمالي لهذه الباكيات المعدنية إلى 2250 طنا، وقد تم تنفيذها باستخدام تقنية "الدفع المقطعي" (Deck Pushing)، وهي طريقة يتم فيها تجميع أجزاء الهيكل المعدني على إحدى ضفتي الوادي ثم دفعها تدريجيا فوق الأعمدة لتستقر في مكانها النهائي. [3]
هذه التقنيات المبتكرة لم تساهم فقط في إنجاز المشروع، بل أتاحت أيضا:
- تقليل التأثير البيئي: من خلال الحد من الحاجة إلى إنشاء سقالات ضخمة في قاع الوادي، مما حافظ على الطبيعة البيئية للمنطقة.
- زيادة مستويات الأمان: حيث تتم معظم الأعمال في بيئة محكومة قبل دفع الهياكل إلى موقعها النهائي.
- تسريع وتيرة العمل: هذه الأنظمة الميكانيكية المتقدمة تساهم في تقليل الجدول الزمني للمشروع بشكل كبير مقارنة بالطرق التقليدية.
إن الجمع بين هذه التقنيات المتقدمة يبرهن على مستوى الخبرة والكفاءة التي وصلت إليها الشركات المصرية والخبرات الهندسية الوطنية العاملة في المشروع، مما يعزز الثقة في القدرة على تنفيذ المشاريع الأكثر تعقيدا.
الأهمية الاستراتيجية للكوبري ضمن شبكة القطار السريع
يخدم الكوبري الخط الأول من الشبكة، والذي يمتد بطول 660 كيلومترا ويربط بين مدينة العين السخنة على البحر الأحمر ومدن العلمين الجديدة ومرسى مطروح على البحر المتوسط، مرورا بالعاصمة الإدارية الجديدة.
تتجسد الأهمية الاستراتيجية لهذا الخط، وبالتالي للكوبري، في عدة نقاط رئيسية:
- ربط الموانئ والمراكز اللوجستية: يربط الخط بشكل مباشر بين ميناء العين السخنة وميناء الإسكندرية، مما يخلق محورا لوجستيا عالميا يسهل حركة التجارة ونقل البضائع بين البحرين الأحمر والمتوسط.
- تنمية المناطق العمرانية الجديدة: يمر القطار بالعاصمة الإدارية الجديدة والعلمين الجديدة، مما يدعم خطط التنمية العمرانية ويشجع على الانتقال إلى هذه المدن الواعدة.
- تنشيط السياحة: يوفر القطار وسيلة نقل سريعة وآمنة للسياح بين المناطق السياحية في البحر الأحمر والقاهرة والساحل الشمالي.
- توفير الوقت وخفض الانبعاثات: سيساهم القطار السريع في تقليل زمن الرحلات بشكل كبير مقارنة بوسائل النقل التقليدية، كما أنه وسيلة نقل كهربائية نظيفة تساهم في تحقيق أهداف مصر البيئية.
لذلك، فإن اكتمال كوبري خور مايو هو بمثابة إزالة واحدة من أهم العقبات الطبيعية أمام استكمال هذا الخط الحيوي، ويقربنا خطوة كبيرة نحو تحقيق الحلم بشبكة قطارات سريعة تليق بمصر الجديدة.