https://news-onpro.blogspot.com/2025/06/israel-iran-escalation-natanz.html
تم النسخ!
إسرائيل تضرب قلب البرنامج النووي الإيراني.. وترقب لتوسع الصراع ودخول الحوثي على الخط
القدس، طهران، صنعاء - تشهد منطقة الشرق الأوسط تصعيداً خطيراً بعد أن نفذت القوات الإسرائيلية ضربات واسعة النطاق داخل إيران، استهدفت أبرزها منشأة نطنز النووية وبعض القيادات العسكرية. ورغم تأكيد إسرائيل نجاح العملية، لم يصدر عن طهران حتى الآن رد فعل مباشر بحجم الضربة. يأتي هذا في ظل دخول جماعة الحوثي في اليمن على خط المواجهة بإطلاق صاروخ سقط قرب الخليل، مما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي ومخاوف اتساع رقعة الصراع.
تؤكد التطورات الأخيرة أن الصراع بين إسرائيل وإيران يدخل مرحلة جديدة أكثر خطورة، مع استهداف مباشر لمنشآت حيوية واغتيال شخصيات رفيعة. يبقى السؤال الأهم معلقًا: ما هو حجم وطبيعة الرد الإيراني، وكيف سيؤثر دخول أطراف أخرى كـ الحوثي على مستقبل التوتر الإقليمي؟
الجيش الإسرائيلي يكشف ويؤكد استهداف نطنز
نشر الجيش الإسرائيلي، اليوم الجمعة، فيديو توضيحيا لما قال إنها محاكاة لضرب منشأة نطنز النووية في محافظة أصفهان وسط إيران. ويظهر في الفيديو أن الطائرات الحربية الإسرائيلية انطلقت من إسرائيل وقطعت مسافة تبلغ 1500 كلم حتى وصلت إلى منشأة التخصيب الأكبر في إيران.
وأعلن الجيش الإسرائيلي إصابة أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض في منشأة نطنز الإيرانية الكبيرة، ضمن سلسلة الغارات التي شنّتها الجمعة. وأوضح الجيش في بيان أن "المنطقة الكائنة تحت الأرض من الموقع أصيبت بأضرار. تضم هذه المنطقة قاعة تخصيب متعددة الطوابق مزودة بأجهزة طرد مركزي وغرف كهربائية وبنية تحتية داعمة إضافية". وتابع الجيش الإسرائيلي: "بالإضافة إلى ذلك، استُهدفت بنية تحتية حيوية تُمكّن الموقع من مواصلة عملياته، وتُمكّن النظام الإيراني من مواصلة جهوده لحيازة أسلحة نووية".
من جهتها، قالت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إن أضرارا لحقت بمنشأة نطنز النووية جراء الهجوم، إلا أنها أكدت أن التحقيقات لم تُظهر تلوثا إشعاعيا خارج الموقع. كما أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عدم تسجيل ارتفاع في مستوى الإشعاع في نطنز.
إيران تتوعد بـ"عواقب هائلة" رغم عدم الرد المباشر
أصدر القائد الجديد للحرس الثوري الإيراني، محمد باكبور، بياناً توعد فيه إسرائيل بـ"مصير مرير ومؤلم بعواقب هائلة ومدمرة" عقب مقتل سلفه في الضربات. البيان الإيراني أشار إلى أن إيران "ستثأر" لمن قُتلوا، متهماً إسرائيل بانتهاك الأمن القومي.
ورغم هذه التصريحات الحادة، لم يُسجّل حتى الآن رد مباشر من إيران يُوازي حجم الضربة الإسرائيلية. وسائل إعلام إسرائيلية استغربت التأخر في الرد، مرجحة أن تكون الضربات قد شلت نظام إطلاق الصواريخ في إيران، أو أن إيران تخطط لضربة تتناسب مع حجم الهجوم.
الحوثي يدخل على خط النار.. وردود فعل إقليمية ودولية
في تطور يعكس توسع دائرة الصراع، أعلن الجيش الإسرائيلي سقوط صاروخ أُطلق من اليمن في منطقة مفتوحة قرب الخليل جنوبي الضفة الغربية، ونسبه إلى جماعة الحوثي المدعومة من إيران.
على الصعيد الإقليمي، أدانت دول الخليج العربية، والعراق، والأردن العدوان الإسرائيلي، ودعت جميع الأطراف إلى التهدئة وضبط النفس وتجنب التصعيد الذي قد يشعل صراعاً أوسع. أكد الأردن رفضه أن يكون ساحة حرب، بينما قدم العراق شكوى رسمية لمجلس الأمن ضد إسرائيل لانتهاك أجوائه. ندد حزب الله اللبناني بالضربات دون تهديد بعمل عسكري مباشر.
دولياً، حث الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إسرائيل وإيران على التحلّي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنّب الانزلاق إلى نزاع أعمق. الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أكد دعم بلاده غير المسبوق لـ إسرائيل وعلم واشنطن المسبق بالضربات، محذراً إيران من "القادم أسوأ" إذا لم تتوصل لاتفاق نووي.
تداعيات اقتصادية واستعدادات إسرائيلية
شهدت أسعار النفط قفزة كبيرة عقب الضربات الإسرائيلية، مما يعكس مخاوف الأسواق من تعطل الإمدادات في منطقة حيوية.
على الجانب الآخر، تستعد إسرائيل لاحتمال رد إيراني، حيث أعدت أنظمتها الدفاعية متعددة الطبقات مثل القبة الحديدية ومقلاع داود وسهم 2 وسهم 3، بالإضافة إلى طائرات إف-35، لمواجهة أي هجمات صاروخية أو بطائرات مسيرة. كما نشرت قوات على الحدود مع سوريا ولبنان تحسباً لهجمات من وكلائها في المنطقة.
في الختام، يبدو المشهد الإقليمي على فوهة بركان، مع استمرار حالة الترقب لرد فعل إيران وتأثير دخول أطراف جديدة مثل الحوثي على مسار الصراع الذي بات يهدد الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بأسرها.
أسئلة متعلقة بالموضوع