https://news-onpro.blogspot.com/2025/08/egypt-arrests-tiktokers-farawla-toffaha.html
تم النسخ!
القبض على فراولة وتفاحة: كواليس شبكة آداب ومخدرات تهز مصر
في واقعة جديدة تهز أوساط صناع المحتوى في مصر، ألقت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية القبض على صانعتي محتوى تطبيق تيك توك المعروفتين باسمي فراولة وتفاحة، في قضية تتجاوز مجرد نشر فيديوهات خادشة للحياء لتكشف عن شبكة معقدة من الجرائم تشمل إدارة أعمال منافية للآداب والاتجار بالمواد المخدرة. هذه القضية لا تسلط الضوء فقط على المخاطر الكامنة وراء الشهرة السريعة على منصات التواصل الاجتماعي، بل تكشف أيضا عن أبعاد أمنية وقانونية خطيرة. من خلال متابعتي لمثل هذه القضايا، يتضح أن ما يبدأ كبحث عن المشاهدات قد ينتهي في أروقة المحاكم بتهم جنائية قاسية.
[1]
![]() |
الأمن المصري يواصل حملته ضد المحتوى المخالف للقيم المجتمعية |
بدأت خيوط القضية تتكشف بعد تلقي الأجهزة الأمنية بقسم شرطة أول أكتوبر بلاغات متعددة من مواطنين تفيد بقيام المتهمتين بنشر مقاطع فيديو تحتوي على إيحاءات وألفاظ خادشة للحياء العام، بهدف تحقيق نسب مشاهدة عالية وأرباح مالية. وبعد استصدار إذن من النيابة العامة، داهمت قوة أمنية مقر إقامتهما، حيث لم تقتصر المفاجأة على إلقاء القبض عليهما فقط، بل تم العثور بحوزتهما على كمية من مخدر الآيس القاتل وعدد من الأقراص المخدرة الأخرى، مما حول القضية من جنحة آداب إلى جناية اتجار بالمخدرات.
[2]
اعترافات صادمة: من المحتوى الخادش إلى شبكة دولية
أمام جهات التحقيق، انهارت المتهمتان واعترفتا بكافة التهم المنسوبة إليهما. أقرتا بأنهما كانتا تتعمدان نشر المحتوى غير اللائق لجذب المتابعين وتحقيق أرباح سريعة من منصة تيك توك. إلا أن الصدمة الكبرى كانت عند فحص هواتفهما المحمولة، والتي تحولت إلى صندوق أسود يكشف عن شبكة إجرامية متكاملة.
كشفت المحادثات والرسائل النصية عن إدارة المتهمتين لشبكة منافية للآداب، حيث كانتا تستقطبان راغبي المتعة الحرام من جنسيات عربية مختلفة. وبحسب التحريات، كانت الآلية تتم عبر التواصل الهاتفي للاتفاق على المبالغ المالية، التي وصلت في بعض الأحيان إلى 4 آلاف دولار في اليوم الواحد، ثم إرسال عنوان الشقة لممارسة الأعمال غير الأخلاقية. هذا الاعتراف الخطير نقل القضية إلى مستوى جديد من التعقيد، حيث لم يعد الأمر مجرد مخالفة فردية بل تنظيم إجرامي عابر للحدود.
[3]
ملخص التهم الموجهة إلى فراولة وتفاحة
قررت جهات التحقيق حبس المتهمتين 4 أيام على ذمة التحقيقات، مع توجيه حزمة من التهم الثقيلة التي يمكن تلخيصها في الجدول التالي:
وتواصل النيابة العامة تحقيقاتها الموسعة لكشف جميع أطراف الشبكة المحتملين، سواء داخل مصر أو خارجها، بناء على المعلومات التي تم استخلاصها من هواتف المتهمتين.
التهمة الموجهة | تفاصيل التهمة | الإطار القانوني |
---|---|---|
نشر محتوى خادش للحياء | بث فيديوهات تتضمن إيحاءات وألفاظا منافية للآداب العامة. | قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات. |
تشكيل شبكة منافية للآداب | استقطاب عملاء من دول عربية لممارسة أعمال غير أخلاقية مقابل مبالغ مالية. | قانون مكافحة الدعارة. |
الاتجار بالمواد المخدرة | حيازة مخدر الآيس وأقراص مخدرة بقصد ترويجها وبيعها. | قانون مكافحة المخدرات. |
وتواصل النيابة العامة تحقيقاتها الموسعة لكشف جميع أطراف الشبكة المحتملين، سواء داخل مصر أو خارجها، بناء على المعلومات التي تم استخلاصها من هواتف المتهمتين.
حملة أمنية موسعة: هل انتهى عصر المحتوى الهابط؟
تأتي واقعة فراولة وتفاحة كحلقة جديدة في سلسلة الحملات الأمنية التي تشنها وزارة الداخلية المصرية لمواجهة ما تصفه بـ المحتوى الهابط والمنافي لقيم المجتمع. فوفقا لبيانات وزارة الداخلية وتقارير إعلامية، فإن هذه الحملة ليست عشوائية، بل هي استراتيجية ممنهجة لضبط الفضاء الرقمي. خلال الأشهر القليلة الماضية، تم إلقاء القبض على عدد من صناع المحتوى البارزين، مما يؤكد جدية الدولة في تطبيق القانون.
- سوزي الأردنية: تم القبض عليها بتهمة انتهاك حرمة الحياة الخاصة وسب وقذف والدها على الهواء مباشرة خلال بث حي.
- أم سجدة وأم مكة: واجهتا اتهامات بنشر فيديوهات تتضمن محتوى خادشا للحياء واستغلال الأطفال في تحقيق الأرباح.
- كروان مشاكل وإنجي حمادة: تم ضبطهما بعد نشر فيديو اعتبرته السلطات منافيا للآداب العامة في إحدى الشقق بمنطقة التجمع الأول.
- هبة طارق: بلوجر تم القبض عليها بتهمة نشر محتوى مثير للجدل بهدف زيادة التفاعل على حساباتها.
هذه الحملة تثير جدلا واسعا في الشارع المصري بين مؤيد يرى فيها ضرورة لحماية أخلاق المجتمع وقيمه، ومعارض يعتبر بعض بنودها القانونية فضفاضة وقد تستخدم لتقييد حرية التعبير. [4]
الإطار القانوني: سيف قانون مكافحة جرائم الإنترنت
تستند السلطات المصرية في ملاحقاتها لصناع المحتوى بشكل أساسي إلى القانون رقم 175 لسنة 2018 بشأن مكافحة جرائم تقنية المعلومات. يمنح هذا القانون، وتحديدا المادة 25 منه، الحق في معاقبة كل من اعتدى على أي من المبادئ أو القيم الأسرية في المجتمع المصري.
ومع ذلك، يثير هذا النص القانوني انتقادات من بعض الحقوقيين الذين يرون أن مصطلح القيم الأسرية يفتقر إلى تعريف واضح ومحدد، مما يمنح السلطات هامشا واسعا في تفسيره وتطبيقه. يجادل المنتقدون بأن هذا الغموض قد يؤدي إلى استهداف أفراد بسبب آرائهم أو أسلوب حياتهم الذي قد لا يتوافق مع التوجه العام، بينما تؤكد الجهات الرسمية أن الهدف هو حماية النسيج المجتمعي من المحتوى الذي يحرض على الفسق والفجور أو يروج لأفكار هدامة.
في الختام، قضية فراولة وتفاحة تتجاوز كونها مجرد قضية رأي عام لتصبح إنذارا قويا لكل من يسعى وراء الشهرة والأموال السريعة عبر الفضاء الرقمي دون مراعاة للقوانين والأخلاق. فهي تؤكد أن الرقابة الأمنية والقانونية باتت أكثر صرامة، وأن عالم الإنترنت لم يعد فضاء بلا ضوابط، وأن عواقب استغلاله في أنشطة إجرامية قد تكون وخيمة وتؤدي إلى فقدان الحرية والمستقبل.
ومع ذلك، يثير هذا النص القانوني انتقادات من بعض الحقوقيين الذين يرون أن مصطلح القيم الأسرية يفتقر إلى تعريف واضح ومحدد، مما يمنح السلطات هامشا واسعا في تفسيره وتطبيقه. يجادل المنتقدون بأن هذا الغموض قد يؤدي إلى استهداف أفراد بسبب آرائهم أو أسلوب حياتهم الذي قد لا يتوافق مع التوجه العام، بينما تؤكد الجهات الرسمية أن الهدف هو حماية النسيج المجتمعي من المحتوى الذي يحرض على الفسق والفجور أو يروج لأفكار هدامة.
في الختام، قضية فراولة وتفاحة تتجاوز كونها مجرد قضية رأي عام لتصبح إنذارا قويا لكل من يسعى وراء الشهرة والأموال السريعة عبر الفضاء الرقمي دون مراعاة للقوانين والأخلاق. فهي تؤكد أن الرقابة الأمنية والقانونية باتت أكثر صرامة، وأن عالم الإنترنت لم يعد فضاء بلا ضوابط، وأن عواقب استغلاله في أنشطة إجرامية قد تكون وخيمة وتؤدي إلى فقدان الحرية والمستقبل.
المصادر
أسئلة متعلقة بالموضوع