https://news-onpro.blogspot.com/2025/07/martyr-mostafa-anwar-hasm.html
تم النسخ!
شهيد الفجر.. قصة بطولة المهندس مصطفى أنور الذي حقق حلم أبيه ومات بين ذراعيه
في حي بولاق الدكرور الهادئ، حيث تمتزج أصوات الأذان ببدايات يوم جديد، كُتب فصل دموي ومأساوي فجر الأحد الماضي. لم يكن صوت الرصاص مألوفًا في شارع محمد صديق المنشاوي، لكنه في تلك اللحظة، حفر ذكرى مؤلمة في قلوب السكان، وغير مصير أسرة المهندس الشاب مصطفى أنور إلى الأبد. الشاب الذي اعتاد أن يستقبل فجر كل يوم بالصلاة، استقبل فجر استشهاده برصاصات الغدر، ليسقط بطلاً دافع عن حيه وأهله، ومحققًا لحلم أبيه الذي تبدد في لحظة بين ذراعيه.
[1]
![]() | |
|
لم تكن حياة مصطفى، مهندس الكهرباء العشريني، سوى قصة كفاح ونجاح. هو الابن الأصغر في أسرته، لكنه كان الأقرب لقلب والده، ليس فقط لصغر سنه، بل لأنه كان التجسيد الحي لحلم طالما راود الأب؛ أن يرى أحد أبنائه مهندسًا يشار إليه بالبنان. بعد سنوات من الانتظار، جاء مصطفى ليحقق هذا الحلم، ليصبح فرحة العائلة وفخرها. لكن هذا الحلم، وهذه الفرحة، سقطا بثلاث رصاصات غادرة في فجر يوم مشؤوم، بينما كان الشاب يستعد لزفافه الذي كان مقررًا بعد شهرين فقط.
[2]
تفاصيل اللحظات الأخيرة: من سكون الفجر إلى دوي الرصاص
بدأ اليوم كأي يوم آخر في منزل أسرة مصطفى. استيقظ الشاب قبل أذان الفجر، توضأ، وبدأ في تلاوة القرآن بينما صوت إذاعة القرآن الكريم يملأ المنزل سكينة وطمأنينة. فجأة، انكسر هذا السكون بصوت مرعب لإطلاق نار كثيف هز أرجاء المنطقة. انتفضت الأم هلعًا، وهرع الأب نحو النافذة ليرى ما يحدث. بهدوء وثبات، رغم الارتباك الذي ساد المكان، قدم مصطفى كوب ماء لوالدته المرتجفة وقال كلماته الأخيرة لها: "اطمئني يا أمي.. هخرج أشوف اللي بيحصل". ببسالة نادرة، نزل مصطفى إلى الشارع ليعلم أن هناك اشتباكًا بين قوات الأمن ومجموعة مسلحة تختبئ في المنطقة. لم يتردد، ولم يفكر في الخطر، أمسك بعصا خشبية كانت بجواره وتقدم بحذر، مدفوعًا بنخوته ورجولته لحماية جيرانه، لكن يد الغدر كانت أسرع، فاخترقت الأعيرة النارية جسده الطاهر ليسقط شهيدًا على أرض حيه.
[5]
رواية وزارة الداخلية وتكريم رئاسي عاجل
بعد دقائق من الصدمة، أعلنت وزارة الداخلية عن تفاصيل العملية الأمنية. قوات الأمن كانت تتعامل مع خلية إرهابية تابعة لحركة "حسم" الإرهابية، كانت تتخذ من أحد المنازل في بولاق الدكرور وكرًا لها. وكشفت التحريات أن الخلية كانت تخطط لتنفيذ عمليات إرهابية كبرى بتنسيق مع قيادات هاربة في تركيا، وعلى رأسهم الإرهابي يحيى موسى. ونجحت قوات الأمن في تصفية عنصرين شديدي الخطورة من الخلية بعد تبادل لإطلاق النار، وهما الإرهابي أحمد غنيم المحكوم عليه بالإعدام، والإرهابي إيهاب عبد اللطيف. وأسفر الاشتباك أيضًا عن استشهاد المواطن مصطفى أنور الذي تصادف مروره، وإصابة ضابط أثناء محاولته إنقاذه. وفي استجابة سريعة وتكريم مستحق لتضحيته، أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارًا رئاسيًا عاجلاً بمعاملة أسرة الشهيد معاملة أسر شهداء القوات المسلحة والشرطة، وتقديم كافة أوجه الرعاية لهم، وهو ما يعكس تقدير الدولة لتضحيات أبنائها المدنيين في مواجهة الإرهاب.
[3]
[4]
مشهد الأب وهو يجثو فوق جثة ابنه، يحتضنه ويردد "أنت فرحتي يا ابني.. اللي رفعت راسي"، سيبقى محفورًا في ذاكرة كل من شهده. لقد تحول فجر الطمأنينة إلى جنازة مهيبة، وتحول منزل مصطفى الذي كان يستعد للفرح إلى مأتم يستقبل المعزين. قصة مصطفى أنور لم تعد مجرد قصة ابن بار حقق حلم أبيه، بل أصبحت ملحمة بطولة تروي كيف يمكن لمواطن بسيط أن يقف بشجاعة في وجه الإرهاب، ويدفع حياته ثمنًا لأمن وطنه.
المصادر
أسئلة متعلقة بالموضوع